عدد الرسائل : 441 العمر : 38 الموقع : اول شارع على ايدك اليمين الدور الاول مش بيتنا تاريخ التسجيل : 26/11/2008
موضوع: صمت اوباما بشأن غزة يؤكد توقعات العرب الضئيلة الأربعاء ديسمبر 31, 2008 5:40 am
أكد الرئيس الامريكي المنتخب باراك اوباما بصمته على الهجمات التي تشنها اسرائيل في غزة توقعات العرب بأن التغيرات في السياسة الخارجية للولايات المتحدة ستكون صغيرة وبطيئة حين يأتي الى البيت الابيض الشهر القادم. وفي اليوم الخامس للغارات الجوية الاسرائيلية التي أسفرت عن مقتل اكثر من 380 في غزة لم يتخذ الرئيس الامريكي المنتخب موقفا بعد على الرغم من تعليقه بعد الهجمات التي شنها متشددون في مومباي كما أدلى بتصريحات مفصلة بشأن الاقتصاد الامريكي. وقال حسن نافعة المحلل السياسي المصري وأمين عام منتدى الفكر العربي في عمان ان اوباما يريد أن يكون حذرا وبأنه سيظل حذرا لان الصراع العربي الاسرائيلي ليس من بين اولوياته. وعلق هلال خشان استاذ العلوم السياسية بالجامعة الامريكية في بيروت بأن موقف اوباما خطير للغاية فجماعات الضغط اليهودية حذرت من انتخابه وبالتالي اثر التزام الصمت بشأن غزة. وقال بول وودوورد من منتدى الصراعات وهي منظمة تهدف الى تغيير السياسة الغربية تجاه الحركات الاسلامية مثل حماس "اذا استمر اوباما على صمته... سيتم النظر الى صمته واعتبار أن له التأثير العملي بتقديم تأييد لحرب اسرائيل على غزة." وكان العالم العربي بشكل عام متحمسا بشأن فوز اوباما في الانتخابات في نوفمبر تشرين الثاني اعتقادا بأن وجها جديدا في البيت الابيض لا بد أن يكون أفضل من الرئيس المنتهية ولايته جورج بوش الذي غزا العراق ومنح اسرائيل دعما قويا. لكن اختياره لفريق السياسة الخارجية خاصة هيلاري كلينتون كوزيرة للخارجية ورام ايمانويل كرئيس لفريق موظفيه أثار الشكوك بشأن حدوث تغييرات كبيرة. وعبر مصطفى السيد من جامعة القاهرة عن تشاؤمه حيث قال انه حين يرى نوعية الناس التي تحيط بالرئيس المنتخب اوباما يجد أنهم أفضل أصدقاء اسرائيل الذين لا يجرؤون على أن ينأوا بأنفسهم عن مواقف الحكومة الاسرائيلية. وخلافا لمعظم الحكومات الكبرى لم تناد ادارة بوش بوقف فوري لاطلاق النار بين اسرائيل وحركة المقاومة الاسلامية حماس التي تسيطر على غزة وتبنت موقفا مماثلا للموقف الذي اتخذته حين قامت اسرائيل بغزو لبنان عام 2006. وكانت قد عارضت وقفا لاطلاق النار في لبنان الى أن بات واضحا أن اسرائيل لن تستطيع تحقيق أهدافها من الحرب ضد مقاتلي حزب الله وأن الخسائر البشرية بين الاسرائيليين كبيرة للغاية. وقال نافعة ان الحكومة الاسرائيلية اختارت هذا التوقيت لمهاجمة حماس لانها ليست واثقة ان كانت ستحصل على دعم اوباما اذا انتظرت حتى توليه مهام منصبه في 20 يناير كانون الثاني. وأضاف أنها تعلم أنها تتمتع بالدعم غير المشروط لبوش. غير أن نتيجة حملة غزة سيكون لها أثر كبير على التخطيط الجيواستراتيجي الذي سيرثه اوباما. واذا لم تستطع اسرائيل هزيمة حماس فمن الممكن أن تخرج الحركة اكثر قوة على حساب الرئيس الفلسطيني محمود عباس والحكومة المصرية وهما الطرفان العربيان اللذان تعتمد الولايات المتحدة عليهما في معظم الاحيان في سياستها الخاصة بالعلاقة بين العرب واسرائيل. واذا نجحت اسرائيل واستبعدت التهديد الذي تمثله الصواريخ التي تطلق من غزة فمن الممكن أن يحيي اوباما بسهولة اكبر المحادثات المباشرة بين اسرائيل وعباس بشأن اتفاق للسلام قائم على اقامة دولتين تعيشان جنبا الى جنب. ويتوقع العرب من اوباما بشكل رئيسي أنه سيكون على الأقل اكثر اهتماما بالسلام في الشرق الاوسط من سلفه الذي بدأ يوليه اهتماما في المراحل الاخيرة من رئاسته. وقال بول سالم مدير مركز الشرق الاوسط في بيروت التابع لمعهد كارنيجي للسلام "من المؤكد أن وجود اوباما الذي سيحث اللاعبين على الحديث مقابل بوش الذي لم يفعل هذا يحدث فرقا." وأضاف "لكن اوباما لن يجبر اسرائيل (على تقديم تنازلات). سياسيا لن يمارس قدرا هائلا من الضغط على الاسرائيليين." ويرى وليد قزيحة الاستاذ بالجامعة الامريكية بالقاهرة أن اوباما سيكون عليه اتخاذ خطوات جريئة اذا كان يريد استعادة نفوذ الولايات المتحدة في الشرق الاوسط الذي ينظر اليه على نطاق واسع على أنه تراجع بشدة خلال عهد بوش الذي استمر ثماني سنوات. واستطرد قائلا ان البوادر الاولى لا تشير الى أن اوباما سيفعل هذا وقال انه اذا كان الرئيس الامريكي المنتخب سيأخذ موقفا لكان قد قال شيئا فهو حين يريد أن يقول شيئا يستطيع أن يقوله. وتوقع السيد أن يدور صراع بين مستشاري اوباما الذين يحبذون الوضع الراهن والذين يرتبطون بتحالف وثيق مع اسرائيل وبين هؤلاء الذين يفكرون بأسلوب مختلف. وأضاف أن لديه الانطباع بأن أصدقاء اسرائيل الجيدين سيهيمنون في نهاية المطاف وأن هذا سيسهم في مزيد من التضاؤل للنفوذ الامريكي في المنطقة.